أستاذي العزيز ....
أكرر شكري على تطويرك الدائم للمنتدى و على ردك الكريم
و أحب أن أبدأ هنا بأول موهبة فذة من مواهب البتانون و هو العملاق الراحل الإمام محمد الحاج علي رحمه الله تعالىو بما أنه قد أفرد له قسم خاص في المنتدى......لذا أذكر من بعده عملاقاً آخر أثرى حياة الكثيرين و تخرج من تحت يده الحافظين لكتاب الله و المجودين و تلذذ بسماع صوته الندي المتلذذين.....
فضيلة الشيخ/علي قتلو...رحمه الله رحمة واسعة و كافية
هذا الرجل قد أتم حفظ القرآن ثم تجويده(و قليل من يجود القرآن) في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي و كان حينئذ لا يزال صبياً كما أخبرني يرحمه الله
هذا الرجل قد امتزج القرآن بأنسجته وخالط قلبه ، فإذا نظرت إليه و هو يسير في الشارع تجده رابطا يديه خلف ظهره و في احداهما عصاه يجرها على الأرض و لسانه لا يكف عن قراءة القرآن و هو على هذه الهيئة أينما غدا أو راح لا تفارق آيات القرآن شفتيه.
عندما كان يسمع القرآن لتلاميذه الصغار كان يجلس أمامه ثلاثة يقرأون في ثلاث سور مختلفة و هو يسمعهم في آن واحد و على الرغم من ذلك إذا أخطأ أحدهم يجد عصا الشيخ فوق رأسه و كأني بالعصا قد حفظت كتاب الله عن شيخها و صارت تساعده فتتحرك من تلقاء نفسها نحو المخطئ لترده عن خطأه ، أو أن الشيخ قد ضرب قوة تركيزه x ثلاثة فصار يسمع ثلاثة و كأنهم واحد!!
كان عفيف النفس طلب منه أحدهم(و كان هذا الموقف أمامي) أن يذهب ليقرأ بعضا من آي الذكر الحكيم في بيته نظير مقابل مادي فرفض الشيخ ذلك إذ أن القرآن لا يباع
كان خطه رائع و سألته ذات مرة كيف تعلمت هذا الخط الجميل فأجاب:
"يا بني أنا ماخدتش حتى أولى إبتدائي و لكني حينما أكتب أرسم آيات القرآن المخزونة في عقلي" و أقول الآن :لقد كانت مخزونة في عقلك و في قلبك أيضاً يا شيخنا
ما سبق ربما يتوفر في بعض الناس أما ما كان يميز شيخنا فهو الصوت... و ما أدراك ما الصوت ،حينما كنت تسمع الشيخ يقرأ القرآن سواء في جلسة في المسجد أو في الصلاة كنت تحس و كأنك تسبح في الفضاء و الله يا أخوة حينما كنت أصلي خلفه كنت أتمنى أن يؤخر الركوع كثيراً حتى أظل أطول وقت ممكن أسمع القرآن من هذا الصوت الذي لم أسمع له مثيلا (ما خرج من القلب وصل إلى القلب و ما خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان)
فالصوت يا أحبائي له أثر بالغ في التعبير عن معانى الآيات و توصيلها للسامع فهو يفرق بين آيات البشر و آيات العذاب و آيات الترغيب و آيات الترهيب...و لذا نجد أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يحب سماع القرآن من إبن مسعود
فكانت قمة المتعة عندما تصلي التراويح في مسجد أنصار السنة المحمدية القديم (السنية) و الذي كان يكتظ بالمصلين من أول يوم إلى آخر يوم من رمضان و لم لا و أنت تسمع لخير عالم (الشيخ الحاج علي) و خير قارئ(الشيخ علي قتلو)يرحمهما الله فتخرج من المسجد بشحنة إيمانية لا تتحصلها من أي مسجد آخر في البلدة
كانت هذه لمحة سريعة عن أحد المواهب النادرة و أرجو ألا أكون قد أطلت و لكن قبل مغادرة هذا المقام و إعطاءاً لكل ذي حق حقه يجدر بي أن أذكر
الشيخ/عبد النبي-معلم الأجيال عليه رحمات الله
و أفسح المجال ليتحدث عنه من هو أكثر مني دراية به و بمآثره
أدعو الله أن يرحم جميع علمائنا و مشايخنا و أن يعوضنا خيراً فيهم و أن يجعل بلدنا( البتانون) و مصر و عالمنا الإسلامي كله زاخرا بكل المواهب المفيدة
خالص تقديري و إحترامي لأستاذنا/عثمان و لجميع الأعضاء الفضلاء
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته