أسامه الديب
عضـــــــــو جديــــــــــــــد
علـــم الدولــــة : 
 | | موضوع: نجوي أحمد أول مستشارة عمالية في الخارج 7/6/2009, 1:44 am | |
| أنا مقاتلة عنيدة لانتزاع حقوق المصريين
السبت 30 / 5 / 2009
صنعاء: إبراهيم العشماوي
الأهرام العربي
منذ وصولها إلي صنعاء قبل عامين وهي مثار اهتمام الجهات اليمنية والعاملين المصريين علي حد سواء, ليس بسبب كونها أول امرأة تشغل منصب مستشار عمالي خارج مصر فقط وإنما لنشاطها المتميز وأدائها الديناميكي في الدفاع عن حقوق العمال المصريين, تتحرك في الميدان بحيوية لافتة للنظر تساندها خبرتها الواسعة وثقافتها القانونية وتفتح مكتبها علي الدوام لاستقبال أي شكوي, تلبس العباءة السوداء أحيانا لدخول المحكمة أو النيابة مع عامل مصري يحتاجها احتراما للتقاليد اليمنية.. إنها السيدة نجوي أحمد إبراهيم المستشار العمالي بالسفارة المصرية في اليمن التي التقتها الأهرام العربي في حوار عن تجربتها الخاصة وقضايا العمالة المصرية في اليمن.
تقول في البداية:
اسمي نجوي أحمد إبراهيم مستشار عمالي بالسفارة المصرية بصنعاء منذ عامين ونصف العام وأفخر بأنني أول امرأة تشغل هذا المنصب وأعتز بذلك جدا كامرأة عاملة, لدي أربعة أولاد الكبير في السنة الرابعة بطب عين شمس والثانية في صيدلة القاهرة واثنان في الثانوي والابتدائي. تخرجت في تجارة عين شمس, لكن ميولي كلها كانت حقوقية وقانونية, واتجهت إليها لشغفي بالقوانين والدراسات المقارنة, وقبل حضوري إلي اليمن حصلت علي دورات لكي أكون مدربة ومحاضرة في مجال قوانين العمل في الدول العربية وافاقيات العمل الدولية, وعملت دراسات حرة كثيرة وحصلت علي كورسات في اللغة الإنجليزية, وكنت أعد الماجستير عن اتفاقيات العمل الدولية وأثرها علي قوانين العمل المحلية ولم أكملها بسبب حضوري إلي صنعاء قبل حوالي عامين ونصف العام.
* وماذا كان عملك في القاهرة قبل السفر إلي اليمن ؟
كنت أعمل في التفتيش العمالي علي الشركات والمنشآت والمحاجر وغيرها, وهذا أعطاني خبرة واسعة في حل المشاكل والنزول الميداني إلي كل أماكن وجود العمال.
* كيف تلقيت نبأ اختيارك مستشارا عماليا خارج مصر ؟
هذا الموضوع له حكاية طريفة, فلم أكن أرغب في التقديم لهذه الوظيفة لأني أعلم أنهم لن يأخذوا سيدات, فكانت فكرة التقديم مستبعدة تماما, ولما تولت معالي السيدة عائشة عبد الهادي وزارة القوي العاملة وضعت ستة شروط لتولي منصب المستشار العمالي من بينها إجادة اللغة الإنجليزية واجتياز دورة في المعهد الدبلوماسي وإنجاز بحث يتم تقييمه في جريدة الأهرام وامتحان كمبيوتر وامتحان تحريري ومقابلة شفوية. وقدمت في اليوم الأخير وأنجزت بحثا عن كيفية تطوير عمل المستشار العمالي, ولما التقتنا الوزيرة فيما بعد كنت أتصرف بعفوية وتلقائية دون خوف, لاعتقادي بأنني لن يتم اختياري, لكن فوجئت باستدعائي من قبلها وإبلاغي بأنه تم اختياري لإعادة فتح المكتب العمالي في اليمن الذي كان مغلقا لعدة سنوات, وما عرفته فيما بعد أن البحث الذي قدمته تم تعميمه لفائدته وتميزه وبسبب الأفكار والمقترحات التي قدمتها والتي رأوا أنها مفيدة.
* كمستشارة تعمل في اليمن وهو مجتمع محافظ, ألم تكن هناك مخاوف ؟
في الحقيقة وزيرة القوي العاملة دعمتني كثيرا وأصرت علي اختياري خصوصا مع تعيين سيدة يمنية في منصب وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل هي الدكتورة أمة الرزاق حمد, وعندما حضرت إلي صنعاء كانت الصعوبات من المحيطين بي من حيث التحذير بأنني لن أستطيع الحركة بسهولة ولكن هذه المخاوف كانت في البداية فقط. وقد حظيت بترحاب من معالي الوزيرة الدكتورة أمة الرزاق وأبدت استعدادها للمساعدة في أي وقت.
* ماذا كانت أول مشكلة عمالية تواجهك في صنعاء ؟
وجدت مشكلة معلقة لأربعة من الشباب المصريين منذ سنة ونصف السنة وجوازات سفرهم مسحوبة بسبب اختلافهم مع صاحب العمل بعد20 يوما من مجيئهم, حيث أغلق صاحب العمل المصنع واختفي مع الجوازات, وكان هذا أول تعامل مع الجهات الرسمية اليمنية وخصوصا مصلحة الجوازات التي اتصلت بمديرها في لهجة حاسمة بضرورة حل المشكلة والموافقة علي إستخراج وثائق سفر من السفارة المصرية لترحيلهم وإلا سيتم التصعيد إلي أعلي المستويات, واستجاب مدير الجوازات وكان حل هذه المشكلة سببا في فتح آفاق لنشاطي وتعريف الناس بي, واليمن كمجتمع محافظ لم يكن مشكلة, إذ إنني أتحرك بما يلائم طبيعتهم وحتي في الزي ألبس العباءة السوداء حينما أدخل قسم الشرطة أو النيابة وأحترم تقاليد المجتمع الذي أشتغل فيه.
لقد أرسيت نموذجا للتعامل ونظاما لحل المشاكل ففي البداية كنت أخرج مع العامل المصري الذي له شكوي إلي شركته أو المحكمة والنيابة للتعرف علي طبيعة المشاكل, وحاليا يتم حل أغلب المشاكل بالهاتف بعد توثيق العلاقات مع المسئولين اليمنيين, والحمد لله أجد تجاوبا طيبا, وهم يعرفون أنني مقاتلة عنيدة ولا أترك حقوق أي مواطن مصري دون حلها.
* وكيف رأيت معاملة المسئولين اليمنيين معك ؟
متعاونون جدا, النموذج بالنسبة لهم كان غريبا, لكن اليمنيين يحبون المصريين ويحترمونهم وكانوا يقدرون أنني أتحرك من أجل حل مشاكل المواطنين المصريين, ودائما كنت أجد التجاوب والحقيقة أن وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل اليمنية تساعدني بكل آليات وزارتها. وأيضا فإن مقابلة المسئولين اليمنيين فيها يسر وقابلت النائب العام أكثر من مرة وبسهولة وجميع الجهات مفتوحة.
* وماذا عن تعامل السفارة المصرية بصنعاء والسفير معك ؟
سعادة السفير محمد مرسي عوض يؤيدني بقوة وحينما تواجهني مشكلة كبيرة يتدخل مباشرة ويقدم كل أوجه الدعم, وكثيرا ما تدخل مع الوزراء المختصين لحل مشكلة عمالية, ولولا تأييده ومساندته لم أكن لأنجح في العمل.
* وهل أسهمت علاقتك بوزيرة القوي العاملة في تذليل المصاعب أمامك ؟
معالي الوزيرة تتابع كل المشاكل بصورة مستمرة وشخصية وأي مواطن يقدم لها شكوي في أي مكان تحظي منها بكل الاهتمام, وهي علي اتصال دائم بي سواء لحل المشاكل أم عرض مقترحات ضمن اللجان الثنائية, وألجأ إليها كثيرا وهي تساندني ليس كتجربة نسائية تدعمها فحسب وإنما انطلاقا من عملي ومسئوليتي في العمل كمستشارة عمالية.
* ما أبرز مشاكل العمالة المصرية في اليمن ؟
مشاكل العمالة ليس في اليمن فحسب وإنما في أغلب الدول تبدأ بحقوق العامل المالية عند سفره أو انتهاء عمله لأي سبب وتتضمن حصوله علي بدل نقدي لإجازة أو تذكرة سفر أو مكافأة نهاية الخدمة أو أجور العمل الإضافي وهي تثير خلافات مستمرة, بعدها ربما في الأهمية تأتي مشاكل جوازات السفر فبمجرد تسلم العمل يتم تسليم جوازات السفر وإذا أراد العامل أن يغادر العمل وينهي العلاقة التعاقدية فيكون سحب الجواز لصاحب العمل وسيلة للضغط عليه للتنازل عن بعض حقوقه, أو استمراره في العمل رغما عنه. ومن المشاكل الأخري المهمة والمنتشرة باليمن انتقال العامل من مكان عمل لآخر وهذه الحالة وفقا لقانون العمل اليمني غير مسموح بها ولكنها تمارس هنا بكثرة أحيانا برضا صاحب العمل الأول وأحيانا بدون رضاه مما يوقع العامل في مسئولية تشمل عمله بتصريح عمل وإقامة مسجلة علي صاحب عمل وممارسة عمل فعلي لدي صاحب عمل آخر, ثم هناك مشكلات متنوعة وحالات فردية منها التنازع علي بعض بنود العقود خصوصا عند التجديد, أو اتهام العامل بالتبديد أو سوء الإدارة وغيرها.
* المدرسون المصريون كانوا بأعداد وفيرة.. لماذا تراجع العدد كثيرا ؟
تناقص عدد المدرسين ليس بسبب العمالة نفسها ولكن كانت تمول سابقا من حكومة الكويت, وبعد حرب الخليج تم سحب التمويل الخاص بها واليمن غير قادر علي تمويل ذلك, ولكن نحاول تحسين العدد علي كل حال علي الرغم من أن المرتبات ضعيفة وتصل إلي500 دولار فقط للمدرس المعار.
* وما المجالات التي يمكن للعمالة المصرية أن تتوسع فيها في اليمن ؟
الأطباء في المقام الأول, حوالي80% من الطلبات التي تحضر لي من العمالة الطبية الماهرة وهي مطلوبة جدا, لكن ما ينقصنا هو إلقاء الضوء إعلاميا علي اليمن كدولة مستقدمة للعمالة لأن التركيز في مصر كله علي الخليج' السعودية والإمارات', أيضا وظائف المدراء الماليين والخبراء والمراجعين والمستشارين الماليين وأساتذة الجامعة والمهن الفنية مطلوبة في اليمن. وأقول إن اليمن بلد واعد للعمالة المصرية قد يكون المرتب غير كبير لكن يعوضه حسن المعاملة وأرضية المحبة للمصريين, وهنا يمكن التركيز علي الخريجين الجدد الذين يستطيعون الصبر والمرونة بدون التزامات أسرية قاهرة تسمح بالقبول بالرواتب المتوسطة.
* كيف انعكس عملك كمستشارة عمالية علي أوضاعك الأسرية والاجتماعية ؟
طبعا هناك ثمن, فقد أصبحت أسرتي منقسمة بين القاهرة وصنعاء, وهناك جزء منها يدرس في مصر والبقية معي.
* برأيك كيف يمكن تعظيم الاستفادة من العمالة المصرية في الدول العربية ؟
يفترض أولا الاهتمام بنوعية العمل العامل وكفاءته وأن يكون هناك التأهيل المناسب وألا يكون هناك تباين بين ما هو موجود في الشهادات والأوراق وبين الواقع العملي للأداء, وأن تكون هناك مراجعة جيدة لشروط العقود وبنودها حتي لا تثور نزاعات بعد بدء العمل, حتي لو طالبنا بتقنين عقد عمل وفقا لقانون العمل في كل دولة, لأن ذلك يقلل من كم المشكلات المثارة فيما بعد مثل الاختلاف علي شرط فسخ العقد أو فترة الاختبار أو تجديده, مثال لذلك أن يصل زمن العقد إلي3 أو5 سنوات فالعقد في كل القوانين مدته سنة قابلة للتجديد, ولهذا نعمل علي إعداد عقد عمل موحد يطبق في اليمن علي كل العاملين المصريين في الشركات الخاصة وفقا لقانون العمل في اليمن بما يضمن الحد المقبول والقانوني من الحقوق والواجبات ولا تكون فيه شروط مجحفة. الأمر الآخر أن يكون المستشارون العماليون قريبين من العمال وأن يتحركوا إليهم ولا ينتظروا وصول شكواهم إليهم.*
| |
|
المستشار عثمان الكومى
المديـــــــــر العـــــــــــــام
علـــم الدولــــة : 
| | موضوع: رد: نجوي أحمد أول مستشارة عمالية في الخارج 7/6/2009, 10:26 pm | |
| | |
|
